-A +A
جعفر عباس
على ذمة موقع نبأ نيوز، فإن السلطات في محافظة تعز في اليمن اعتقلت 14 من الرجال والنساء من جنسية عربية واحدة، وتحقق معهم بعد ضبطهم بالجُرم المشهود.. هو ليس من نوع الجرم الذي طرأ على عقلك فور قراءة الكلمة، فذلك النوع من الجرم صار (مشهودا ومتلفزا) على عينك يا تاجر باسم الترفيه تارة وتنشيط السياحة تارات أخرى!!! لا، هذه المجموعة كانت تدير عددا من العيادات الطبية الخاصة.. هذه المرة جاء تخمينك صائبا: لا علاقة لهم بالطب بل وليسوا مثل ذلك الإسباني الذي كتبت عنه من قبل، ودرس سنة واحدة في كلية الطب، ومارس المهنة لعشر سنوات حتى انتخبوه محافظا لمدينة كبرى.. لم يكن بين الـ 14 الذين يخضعون للتحقيق حتى من يحمل بكالوريوس جغرافيا.. أفضلهم تعليمًا أكمل المرحلة الثانوية بس بدون شهادة/نجاح.. استغفر الله أحدهم كان فني أسنان اصطناعية ومن ثم صار (طبيب أسنان)،.. يقول الموقع ان هذه العصابة (وهذا استخدام صحيح للكلمة طالما انها تستخدم لوصف كل تشكيل إجرامي) حصلت على التصديقات والتراخيص اللازمة من السلطات المختصة، وصاروا بذلك (أطباء وفنيي أجهزة طبية: أشعة/ مختبرات/ تمريض).. أثناء التحقيق معهم قالوا: بايظة، بايظة، ولماذا نروح فيها لوحدنا.. هناك مجموعة من نفس بلدنا يعملون في عدد المراكز الصحية والمستشفيات كأطباء.. بينهم ثلاثة اخصائيات أمراض نساء وولادة.. وتم اعتقالهن وثبت أنهنَّ كن يقمن بعمليات توليد.. هل تريد مني أن أعطيك فكرة عن مؤهلاتهن؟ منين يا حسرة.. واحدة منهن "أهه".. درست حتى الصف الثاني الثانوي.. أما الاثنتان الأخريان فأمَّيتان.. مثنى (أمية).. لا تعرفان مجرد القراءة والكتابة.. كيف صارتا أخصائيتي أمراض نساء وولادة؟ بسيطة: أنظر حولك وقل لي كم من حولك يشغلون وظائف هم مؤهلون لها، أي يشغلونها عن جدارة.. يقول نفس الموقع الانترنتي إنه سبق ان كمشت السلطات نحو عشرين شخصا في مستشفى كبير كانوا بمؤهلات وهمية/ مزورة/ أوانطة
تذكرت واقعة كتبت عنها قبل نحو ثلاث سنوات: في البحرين تم اعتقال مدرس لغة انجليزية مصري بعد ثبوت أن المؤهل الذي حصل بموجبه على الوظيفة كان مزورا.. كان الرجل قد مارس التدريس قبل قدومه الى البحرين لنحو 15 سنة وعمل في البحرين لعشر سنوات الى ان قفشوه مصادفة... دافعت عن الرجل بحرارة لأن تقارير أدائه في البحرين وخارجها شهدت له بالامتياز والكفاءة ونال الترقيات والعلاوات تقديرا لتميزه.. بالمعنى الحرفي للقانون هو (مزور) لكن ومن الناحية المهنية فإنه مؤهل وكفء.. وتمنيت لو تم إسقاط التهمة عنه.. وأنه إذا كان لابد من محاكمته، فليحاكم معه من منحوه الوظيفة، ولتكن عقوبته أخفَّ من عقوبتهم لأنه على الأقل كان أمينًا في ما يتعلق بقدراته المهنية، ولم يضحك على الطلاب بل ضحك على المسوؤلين في وزارة التربية.. بس بحسن نية لأنه كان واثقًا من أنه مدرس عن جدارة.